الركراكي يصنع التاريخ- المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم بإنجاز تاريخي

في إنجاز تاريخي غير مسبوق، أثبت المدرب المغربي القدير وليد الركراكي جدارته وكفاءته العالية، محققًا معجزة كروية حقيقية، وقاد منتخب بلاده المغرب إلى الدور نصف النهائي المثير في مونديال 2022. هذا الإنجاز الباهر جاء عقب الانتصار الثمين الذي حققه "أسود الأطلس" على منتخب البرتغال بنتيجة هدف دون مقابل، في المباراة المثيرة التي احتضنها ملعب الثمامة بالعاصمة القطرية الدوحة. اللافت في الأمر أن مسؤولي الرياضة المغربية كانوا قد ترددوا في الماضي في تسليم الركراكي مهمة تدريب المنتخب الوطني، وذلك بسبب ما اعتبروه قلة خبرته وضعف تجربته التدريبية التي لم تتجاوز العشر سنوات. إلا أن هذا القرار لم يثبط عزيمة الركراكي أو يقلل من طموحه، بل استمر في مسيرته التدريبية بكل جد وإخلاص مع مختلف الأندية المغربية. وقد صرح الركراكي قائلاً: "أنا مدرب منذ عشر سنوات، وعلى الرغم من ذلك لم أكن ضمن الأسماء المرشحة لتدريب المنتخب المغربي في السابق. لقد قالوا إنه من المستحيل أن أتولى هذه المهمة بسبب عدم وجود خبرة كافية، وبحثوا عن مدربين آخرين." وأضاف: "ولكن هناك لحظات فارقة في التاريخ تجعل الناس يغيرون قناعاتهم وأفكارهم، وبفضل الله تحقق ذلك وأفلحنا في إسعاد الشعب المغربي بأكمله، وأعدنا الهيبة المفقودة للكرة الأفريقية." كما أعرب عن أسفه قائلاً: "أعتقد أنه من المستبعد حاليًا أن تتعاقد الأندية الأوروبية مع مدير فني عربي، وكأننا لا نستحق هذه الفرصة أو غير قادرين على تحمل المسؤولية." وعلى الرغم من مرور فترة وجيزة لا تتعدى الستين يومًا على استلام الركراكي لمهامه التدريبية، إلا أنه استطاع أن يحقق العديد من المكاسب والإنجازات الهامة، ليصبح بذلك أول منتخب عربي وأفريقي يصل إلى هذا الدور المتقدم في بطولة كأس العالم، وثالث منتخب من خارج قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية يتمكن من خوض منافسات الدور نصف النهائي في تاريخ كأس العالم، وذلك بعد منتخبي أمريكا في عام 1930 وكوريا الجنوبية في عام 2002. وجدير بالذكر أن "أسود الأطلس" قد بدأوا مشوارهم الملحمي في المونديال بالتعادل الإيجابي مع منتخب كرواتيا القوي بنتيجة سلبية، ثم حققوا فوزين مستحقين على منتخبي بلجيكا بنتيجة هدفين دون مقابل، وكندا بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، قبل أن يتمكنوا من تحقيق الفوز الدراماتيكي على منتخب إسبانيا في دور الستة عشر بركلات الترجيح، ثم ختموها بالإطاحة بمنتخب البرتغال العنيد بنتيجة هدف دون مقابل.